«قصص_الأنبياء»
#الحلقة_العاشرة #قصة_صالح
شوفنا إزاي إن عاد قوم هود عليه السلام كذبوه ورفضوا عبادة ربنا فأهلكهم الله بالريح ونجّى هود والذين آمنوا معه،
عاش هود عليه السلام والذين آمنوا معه على عبادة الله،
وتناسلوا وجه جيل ورا جيل ،
والشيطان لعب لعبته تاني * نعمل تماثيل عشان نفتكر بيها آباءنا وأجدادنا وفي الآخر الأحفاد يعبدوها*
عبَد الناس الأصنام تاني وهم من نسل هود عليه السلام واسمهم ثمود،
ثمود سكنوا منطقة اسمها الحِجْر ويُقال إنها في شمال شرق المدينة المنورة،
وقوم ثمود لأنهم أحفاد هود عليه السلام إللي هو من قبيلة عاد أصلا كانوا أقوياء زيهم، وكانوا بينحتوا الجبال على هيئة بيوت، يعني الجبل الضخم الكبير ده كانوا بينحتوا فيه وبيحولوه لبيت يسكنوا فيه مش بيبنوه من الطوب والأسمنت وده طبعا بيدل على قوتهم وضخامة أجسامهم..
(وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ )
اي ثمود الذين خرقوا الصخر ودخلوه فاتخذوه بيوتا..
واحنا قولنا قبل كدا ان ربنا لا يُعذب أحد إلا لما يبعتله رسول ...أرسل لهم واحد منهم اسمه صالح،
وزي ما قلنا بردو قبل كده إن ربنا بيرسل لهم واحد منهم عارفين أصله ونسبه وعارفين صدقه عشان ميكنش ليهم حجة..
صالح عليه السلام بدأ يدعو قومه لعبادة الله وإنهم يسيبوا عبادة الأصنام،
"وإِلى ثمودَ أخَاهُم صَالحاً قال ياقومِ اعبُدُوا اللهَ مالكُم من إلهٍ غيره"
وبدأ يذكرهم بنعم ربنا عليهم وإزاي إن ربنا أسكنهم الأرض بعد قوم عاد وإزاي إن ربنا أعطاهم القوة إنهم يبنوا بيوتهم من الجبال
"واذْكُرُوا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبَوّأَكُم في الأرض تَتّخِذُون من سهُولِها قصورًا وتنحتُون من الجبالِ بيوتا"
فهو ده بقى شكر النعمة؟!
ربنا يعطيكم الثمار والزروع والأموال وفي الآخر تعبدوا غيره ومتسمعوش كلامه
فقالهم إنهم يستغفروا ربنا ويتوبوا وربنا هيقبل توبتهم..
(وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ)
ردوا بقى قالوا إيه؟
قالوا له إنت إيه إللي جرالك ..
إنت كنت كويس !! إنت أكيد مسحور ،(قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ)
إحنا كنا حاطين أملنا عليك إحنا كنا متوقعين إنك هيكون ليك شأن كبير في القبيلة بسبب حكمتك وأخلاقك وحلمك !!
إنت إزاي بتنهانا إننا نعبد الآلهة إللي طول عمرنا بنعبدها إحنا وآبائنا ؟
كلامك ده مش صح ..
(قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)
فقالهم بكل لطف ولين وكلام كله عقل:
طيب لو أنا طلع كلامي صح ، عذركم إيه عند ربنا ساعتها؟
مين إللي هينجيكم منه ؟ وكمان مش عايزيني أدعوكم لعبادته ؟ طيب إزاي وربنا هو إللي أمرني بكده .. ولو أنا سمعت كلامكم مين هينجيني من غضب ربنا
(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ)
قالوا له إنت بشر زينا ! ازاي عايزنا نؤمن ونتبع بشر ؟ ثم إشمعنا أنت يعني إللي جالك وحي دونا عن باقي القبيلة ده إنت كذاب..
"قالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسُعُر"
كان آمن مع صالح بعض المستضعفين فكان أكابر القوم والأغنياء بيقولوا لهم إنتم متأكدين إن صالح ده مرسل من ربه فبدل ما الذين آمنوا يقولوا ايوة احنا متأكدين قالوا لهم
إحنا مش بس متأكدين إحنا مؤمنين كل الإيمان باللي صالح بيقوله.. فقال لهم الملأ اللي استكبروا إحنا بقى مش مؤمنين بأي حاجة من الكلام ده.
(قَالَ ٱلْمَلَأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِۦ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ ءَامَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَٰلِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِۦ ۚ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلَ بِهِۦ مُؤْمِنُونَ)( قال اللذين استكبروا انا باللذي امنتم به كافرون )
¤طيب اشمعنى الفقراء والمستضعفين بيؤمنوا وهم دول أتباع الأنبياء دايما والملأ من الأكابر والأغنياء هم إللي بيرفضوا دعوة الأنبياء؟
لأن المستضعفين دول متعودين إن حد يأمرهم فبالنسبة لهم لما يكون في إله هو إللي يأمرهم أحسن طبعا من بشر يتكبر عليهم، لكن الأغنياء متعودين إن هم إللي يعطوا الأوامر ومفيش حد يعطيهم أي أمر ، فالموضوع بيكون تقيل على نفسهم أوي،
إزاي يعني حد يتحكم فيّا ويقولي اعمل ومتعملش
وهو ده الكبر اللي كاز اول معصيه لله سبحانه وتعالل من ابليس..
صالح عليه السلام استمر في دعوة قومه ثمود،
ففي مرة راح لهم في مكان بيجتمعوا فيه زي نادي كده،
وقعد يدعوهم ، فقالوا له إيه بقى؟ قالوا يا صالح لو إنت عايزنا نؤمن بيك هاتلنا دليل إن إنت فعلا رسول..
(مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)
شايف الصخرة العظيمة إللي هناك دي ! لو إنت طلعت لنا منها ناقة هنؤمن بيك.. بس استنى مش أي ناقة كده وخلاص، إحنا عايزنها تكون كبيرة وعظيمة لدرجة إنها تشرب يوم كامل لوحدها وإحنا يوم، وعايزينها تكون حامل وفي الشهر العاشر، وعايزين...وعايزين...وقعدوا يشددوا في الوصف عشان يعجزوه يعني..
فصالح عليه السلام قالهم لو أنا عملتلكم إللي إنتم قلتوا عليه ده هتؤمنوا ؟
قالوا نعم وأعطوه العهود والمواثيق لانهم فاكرين إنه مش هيقدر فعادي يعني نقوله كلمتين وخلاص
فصالح عليه السلام صلى ودعا ربنا إنه يحقق لهم إللي طلبوه، وفعلا الصخرة انشقت عن ناقة عظيمة بنفس الوصف إللي طلبوه بالضبط..
أهه إللي طلبتوه جالكم بالضبط إيه النظام ؟ برضو لم يؤمنوا
"وآتَيْنا ثمودَ الناقةَ مبصرةً فظلمُوا بها"
صالح عليه السلام قالهم دي ناقة ربنا هو إللي خلقها بدون أب أو أم محدش يقرب منها ولا يؤذيها سيبوها ترعى في أرض الله،لو أذيتوها ربنا هيرسل عليكم عذاب شديد..
(...قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
وقالهم الناقة تشرب الماء يوم كامل وانتو تشربوا الماء اليوم التاني وهكذا،
(قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ)الشعراء
(وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ)القمر
وكان من معجزات الناقة انها كانت تشرب المياه في يوم وكانت تترك المياه للبشر والحيوانات في يوم آخر وكانت تدر حليباً يكفي آلاف الرجال والنساء والأطفال ..
وكان أي حاجة وحشة تحصل لقوم صالح يقعدوا يقولوا لصالح والذين آمنوا معه إنتول السبب في إللي بيحصلنا،
خربتوا البلد لولا إنتم كان زمانا في وضع أحسن .. بيتشائموا بيهم يعني
"قالوا اطَّيَّرنا بك وبمن معك"
صالح قال لهم يعني مش بسبب كفركم وعنادكم ومعاصيكم بيحصل لكم الإبتلاءات ؟
"قال طائرُكم عند الله بل أنتم قومٌ تُفْتَنون"
استمر الوضع كده فترة ، وبعدين الملأ اجتمعوا مع بعض قالوا الناقة بتشرب المية بتاعتنا الوضع كده مش نافع ، لازم نشوف حل.. خلونا نقتلها ونخلص منها ونرجع ناخد المية بتاعتنا فرئيسهم هو إللي تولى مهمة قتل الناقة ويقال إن اسمه "قُدَار بن سالف" وكان في إمرأتين كافرتين في القرية واحدة منهم كانت زوجة لواحد من إللي أسلموا وهي كانت كافرة فسابها، فقالت لواحد من أبناء عمها إنها هتتزوجه لو قتل الناقة، وكانت غنية وذات حسب، والتانية كانت عجوز وكانت زوجة لأحد الرؤساء وكان عندها أربع بنات فعرضت على قُدار بن سالف إنه لو قتل الناقة هتزوجه أي واحدة يختارها من بناتها.
*وده كلام علماء التفسير وموجود في تفسير ابن كثير
وافق قُدار واجتمع مع ابن عم المرأة الأولى وكمان جابوا سبعة تانيين بقى المجموع تسع أشخاص ربنا قال عنهم :
(وكان في المدينة تسعةُ رهطٍ يُفسدون في الأرضِ ولا يُصلحون)وقالوا للناس إحنا مش هنقتل الناقة غير لما توافقوا، وقعدوا يقنعوهم وفعلا الناس وافقت إن التسع أشخاص دول يقتلوا ناقة صالح، الناقة كانت بتنزل من الجبل عشان تشرب المية فاستنوها وهي نازلة فهجم عليها قدار فعقرها يعني ضربها على رجلها فكسرها ،فوقعت الناقة على الأرض وصاحت بصوت عالي جدا، فقتلها قُدار وإللي معاه
(إذِ انْبَعَث أشقاها فقال لهم رسول الله ناقةَ الله وسُقياها" فكذبوه فعقروها") الشمس
(فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ )الاعراف
ومش كده وبس ده قالوا إحنا نقتل صالح كمان ونخلص من القصة دي كلها مرة واحدة، ولو حد سألنا هنقوله إحنا منعرفش حاجة ..
("لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مَهلك أهله")
فربنا أوحى لصالح عليه السلام إنه يخرج من القرية لأن ربنا هيرسل عليهم العذاب،
(فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)
قال لهم صالح عليه السلام إنتوا قتلتوا الناقة ربنا هيبعت عليكم العذاب بعد ثلاثة أيام
(فقعروها فقَالَ تمتّعُوا في دَارِكُم ثلاثةَ ايّام ذَلك وَعدٌ غيرُ مكذُوب)
وبرضو مكنوش مصددقين وقالوله (ائتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين )..
ربنا ارسل حجاره من السماء الاول قتلت ال ٩ اشخاص اللي عقروا الناقه قبل باقي القوم صالح ..
الباقي بقى صحيوا أول يوم من أيام الإنذار لقوا كلهم وشهم أصفر،وصحيوا تاني يوم لقوا وشهم لونه أحمر، واليوم الثالث لقوا وشهم لونه اسود، وبرضو مكنوش بيتوبوا !
فلما عدى اليوم الثالث وصحيوا الصبح اتحنطوا وفضلوا قاعدين مستنيين العذاب إللي هيجلهم لما الشمس طلعت سمعوا صيحة عالية جدا جاتلهم من السماء ، والأرض اهتزت من تحتهم بشدة وانخلعت قلوبهم من الرعب وماتوا على حالهم.....
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) يعني بقوا جثث هامده ومتجمده في مساكنهم الفارهه الفخمه اللي منفعتهمش بحاجه..
رجع صالح عليه السلام عشان يشوف حصلهم إيه،
وبعد ما شافهم إداهم ظهره وقالهم وهو ماشي ، شوفتوا أنا بلغتكم رسالة ربنا وإنتوا مسمعتوش كلامي
(فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ)
يقال ان سيدنا صالح انتقل الى حرم الله في مكة وظل هناك حتى مات.
المرة الجاية هيكون كلامنا عن خليل الله إبراهيم عليه السلام
«قصص_الأنبياء»
#الحلقة_العاشرة
#قصة_صالح
شوفنا إزاي إن عاد قوم هود عليه السلام كذبوه ورفضوا عبادة ربنا فأهلكهم الله بالريح ونجّى هود والذين آمنوا معه،
عاش هود عليه السلام والذين آمنوا معه على عبادة الله،
وتناسلوا وجه جيل ورا جيل ،
والشيطان لعب لعبته تاني * نعمل تماثيل عشان نفتكر بيها آباءنا وأجدادنا وفي الآخر الأحفاد يعبدوها*
عبَد الناس الأصنام تاني وهم من نسل هود عليه السلام واسمهم ثمود،
ثمود سكنوا منطقة اسمها الحِجْر ويُقال إنها في شمال شرق المدينة المنورة،
وقوم ثمود لأنهم أحفاد هود عليه السلام إللي هو من قبيلة عاد أصلا كانوا أقوياء زيهم، وكانوا بينحتوا الجبال على هيئة بيوت، يعني الجبل الضخم الكبير ده كانوا بينحتوا فيه وبيحولوه لبيت يسكنوا فيه مش بيبنوه من الطوب والأسمنت وده طبعا بيدل على قوتهم وضخامة أجسامهم..
(وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ )
اي ثمود الذين خرقوا الصخر ودخلوه فاتخذوه بيوتا..
واحنا قولنا قبل كدا ان ربنا لا يُعذب أحد إلا لما يبعتله رسول ...أرسل لهم واحد منهم اسمه صالح،
وزي ما قلنا بردو قبل كده إن ربنا بيرسل لهم واحد منهم عارفين أصله ونسبه وعارفين صدقه عشان ميكنش ليهم حجة..
صالح عليه السلام بدأ يدعو قومه لعبادة الله وإنهم يسيبوا عبادة الأصنام،
"وإِلى ثمودَ أخَاهُم صَالحاً قال ياقومِ اعبُدُوا اللهَ مالكُم من إلهٍ غيره"
وبدأ يذكرهم بنعم ربنا عليهم وإزاي إن ربنا أسكنهم الأرض بعد قوم عاد وإزاي إن ربنا أعطاهم القوة إنهم يبنوا بيوتهم من الجبال
"واذْكُرُوا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبَوّأَكُم في الأرض تَتّخِذُون من سهُولِها قصورًا وتنحتُون من الجبالِ بيوتا"
فهو ده بقى شكر النعمة؟!
ربنا يعطيكم الثمار والزروع والأموال وفي الآخر تعبدوا غيره ومتسمعوش كلامه
فقالهم إنهم يستغفروا ربنا ويتوبوا وربنا هيقبل توبتهم..
(وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ)
ردوا بقى قالوا إيه؟
قالوا له إنت إيه إللي جرالك ..
إنت كنت كويس !! إنت أكيد مسحور ،(قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ)
إحنا كنا حاطين أملنا عليك إحنا كنا متوقعين إنك هيكون ليك شأن كبير في القبيلة بسبب حكمتك وأخلاقك وحلمك !!
إنت إزاي بتنهانا إننا نعبد الآلهة إللي طول عمرنا بنعبدها إحنا وآبائنا ؟
كلامك ده مش صح ..
(قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)
فقالهم بكل لطف ولين وكلام كله عقل:
طيب لو أنا طلع كلامي صح ، عذركم إيه عند ربنا ساعتها؟
مين إللي هينجيكم منه ؟ وكمان مش عايزيني أدعوكم لعبادته ؟ طيب إزاي وربنا هو إللي أمرني بكده .. ولو أنا سمعت كلامكم مين هينجيني من غضب ربنا
(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ)
قالوا له إنت بشر زينا ! ازاي عايزنا نؤمن ونتبع بشر ؟ ثم إشمعنا أنت يعني إللي جالك وحي دونا عن باقي القبيلة ده إنت كذاب..
"قالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسُعُر"
كان آمن مع صالح بعض المستضعفين فكان أكابر القوم والأغنياء بيقولوا لهم إنتم متأكدين إن صالح ده مرسل من ربه فبدل ما الذين آمنوا يقولوا ايوة احنا متأكدين قالوا لهم
إحنا مش بس متأكدين إحنا مؤمنين كل الإيمان باللي صالح بيقوله.. فقال لهم الملأ اللي استكبروا إحنا بقى مش مؤمنين بأي حاجة من الكلام ده.
(قَالَ ٱلْمَلَأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِۦ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ ءَامَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَٰلِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِۦ ۚ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلَ بِهِۦ مُؤْمِنُونَ)( قال اللذين استكبروا انا باللذي امنتم به كافرون )
¤طيب اشمعنى الفقراء والمستضعفين بيؤمنوا وهم دول أتباع الأنبياء دايما والملأ من الأكابر والأغنياء هم إللي بيرفضوا دعوة الأنبياء؟
لأن المستضعفين دول متعودين إن حد يأمرهم فبالنسبة لهم لما يكون في إله هو إللي يأمرهم أحسن طبعا من بشر يتكبر عليهم، لكن الأغنياء متعودين إن هم إللي يعطوا الأوامر ومفيش حد يعطيهم أي أمر ، فالموضوع بيكون تقيل على نفسهم أوي،
إزاي يعني حد يتحكم فيّا ويقولي اعمل ومتعملش
وهو ده الكبر اللي كاز اول معصيه لله سبحانه وتعالل من ابليس..
صالح عليه السلام استمر في دعوة قومه ثمود،
ففي مرة راح لهم في مكان بيجتمعوا فيه زي نادي كده،
وقعد يدعوهم ، فقالوا له إيه بقى؟ قالوا يا صالح لو إنت عايزنا نؤمن بيك هاتلنا دليل إن إنت فعلا رسول..
(مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)
شايف الصخرة العظيمة إللي هناك دي ! لو إنت طلعت لنا منها ناقة هنؤمن بيك.. بس استنى مش أي ناقة كده وخلاص، إحنا عايزنها تكون كبيرة وعظيمة لدرجة إنها تشرب يوم كامل لوحدها وإحنا يوم، وعايزينها تكون حامل وفي الشهر العاشر، وعايزين...وعايزين...وقعدوا يشددوا في الوصف عشان يعجزوه يعني..
فصالح عليه السلام قالهم لو أنا عملتلكم إللي إنتم قلتوا عليه ده هتؤمنوا ؟
قالوا نعم وأعطوه العهود والمواثيق لانهم فاكرين إنه مش هيقدر فعادي يعني نقوله كلمتين وخلاص
فصالح عليه السلام صلى ودعا ربنا إنه يحقق لهم إللي طلبوه، وفعلا الصخرة انشقت عن ناقة عظيمة بنفس الوصف إللي طلبوه بالضبط..
أهه إللي طلبتوه جالكم بالضبط إيه النظام ؟ برضو لم يؤمنوا
"وآتَيْنا ثمودَ الناقةَ مبصرةً فظلمُوا بها"
صالح عليه السلام قالهم دي ناقة ربنا هو إللي خلقها بدون أب أو أم محدش يقرب منها ولا يؤذيها سيبوها ترعى في أرض الله،لو أذيتوها ربنا هيرسل عليكم عذاب شديد..
(...قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
وقالهم الناقة تشرب الماء يوم كامل وانتو تشربوا الماء اليوم التاني وهكذا،
(قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ)الشعراء
(وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ)القمر
وكان من معجزات الناقة انها كانت تشرب المياه في يوم وكانت تترك المياه للبشر والحيوانات في يوم آخر وكانت تدر حليباً يكفي آلاف الرجال والنساء والأطفال ..
وكان أي حاجة وحشة تحصل لقوم صالح يقعدوا يقولوا لصالح والذين آمنوا معه إنتول السبب في إللي بيحصلنا،
خربتوا البلد لولا إنتم كان زمانا في وضع أحسن .. بيتشائموا بيهم يعني
"قالوا اطَّيَّرنا بك وبمن معك"
صالح قال لهم يعني مش بسبب كفركم وعنادكم ومعاصيكم بيحصل لكم الإبتلاءات ؟
"قال طائرُكم عند الله بل أنتم قومٌ تُفْتَنون"
استمر الوضع كده فترة ، وبعدين الملأ اجتمعوا مع بعض قالوا الناقة بتشرب المية بتاعتنا الوضع كده مش نافع ، لازم نشوف حل.. خلونا نقتلها ونخلص منها ونرجع ناخد المية بتاعتنا فرئيسهم هو إللي تولى مهمة قتل الناقة ويقال إن اسمه "قُدَار بن سالف" وكان في إمرأتين كافرتين في القرية واحدة منهم كانت زوجة لواحد من إللي أسلموا وهي كانت كافرة فسابها، فقالت لواحد من أبناء عمها إنها هتتزوجه لو قتل الناقة، وكانت غنية وذات حسب، والتانية كانت عجوز وكانت زوجة لأحد الرؤساء وكان عندها أربع بنات فعرضت على قُدار بن سالف إنه لو قتل الناقة هتزوجه أي واحدة يختارها من بناتها.
*وده كلام علماء التفسير وموجود في تفسير ابن كثير
وافق قُدار واجتمع مع ابن عم المرأة الأولى وكمان جابوا سبعة تانيين بقى المجموع تسع أشخاص ربنا قال عنهم :
(وكان في المدينة تسعةُ رهطٍ يُفسدون في الأرضِ ولا يُصلحون)وقالوا للناس إحنا مش هنقتل الناقة غير لما توافقوا، وقعدوا يقنعوهم وفعلا الناس وافقت إن التسع أشخاص دول يقتلوا ناقة صالح، الناقة كانت بتنزل من الجبل عشان تشرب المية فاستنوها وهي نازلة فهجم عليها قدار فعقرها يعني ضربها على رجلها فكسرها ،فوقعت الناقة على الأرض وصاحت بصوت عالي جدا، فقتلها قُدار وإللي معاه
(إذِ انْبَعَث أشقاها فقال لهم رسول الله ناقةَ الله وسُقياها" فكذبوه فعقروها") الشمس
(فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ )الاعراف
ومش كده وبس ده قالوا إحنا نقتل صالح كمان ونخلص من القصة دي كلها مرة واحدة، ولو حد سألنا هنقوله إحنا منعرفش حاجة ..
("لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مَهلك أهله")
فربنا أوحى لصالح عليه السلام إنه يخرج من القرية لأن ربنا هيرسل عليهم العذاب،
(فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)
قال لهم صالح عليه السلام إنتوا قتلتوا الناقة ربنا هيبعت عليكم العذاب بعد ثلاثة أيام
(فقعروها فقَالَ تمتّعُوا في دَارِكُم ثلاثةَ ايّام ذَلك وَعدٌ غيرُ مكذُوب)
وبرضو مكنوش مصددقين وقالوله (ائتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين )..
ربنا ارسل حجاره من السماء الاول قتلت ال ٩ اشخاص اللي عقروا الناقه قبل باقي القوم صالح ..
الباقي بقى صحيوا أول يوم من أيام الإنذار لقوا كلهم وشهم أصفر،وصحيوا تاني يوم لقوا وشهم لونه أحمر، واليوم الثالث لقوا وشهم لونه اسود، وبرضو مكنوش بيتوبوا !
فلما عدى اليوم الثالث وصحيوا الصبح اتحنطوا وفضلوا قاعدين مستنيين العذاب إللي هيجلهم لما الشمس طلعت سمعوا صيحة عالية جدا جاتلهم من السماء ، والأرض اهتزت من تحتهم بشدة وانخلعت قلوبهم من الرعب وماتوا على حالهم.....
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) يعني بقوا جثث هامده ومتجمده في مساكنهم الفارهه الفخمه اللي منفعتهمش بحاجه..
رجع صالح عليه السلام عشان يشوف حصلهم إيه،
وبعد ما شافهم إداهم ظهره وقالهم وهو ماشي ، شوفتوا أنا بلغتكم رسالة ربنا وإنتوا مسمعتوش كلامي
(فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ)
يقال ان سيدنا صالح انتقل الى حرم الله في مكة وظل هناك حتى مات.
المرة الجاية هيكون كلامنا عن خليل الله إبراهيم عليه السلام💚💚💚💚💚🌴