فن بناء العادات: الطريق نحو تحقيق التغيير الإيجابي في الحياة

رجل اسمر البشرة يقوم بقراءة كتاب مع ابتسامة، بناء العادات

تحتل العادات مكانة خاصة في حياتنا اليومية، حيث تمثل الإطار الأساسي الذي نعتمد عليه في تنظيم أوقاتنا وأنشطتنا. تعتبر بناء عادات جديدة من أهم الوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق التغيير الإيجابي في حياتنا.

فهم طبيعة العادات


لتطوير عادة جديدة، يجب أن نفهم أولاً كيف تتشكل. تتكون العادة من ثلاث مكونات رئيسية: المُشغِل، الروتين، والمكافأة. المُشغِل هو ما يدفعنا لبدء العادة، الروتين هو النشاط نفسه، والمكافأة هي ما نحصل عليه عند إكمال العادة.

هنا نتطرق لبعض الجوانب التي تُظهر طبيعة العادات:

  1. التلقائية: وهو أحد السمات الرئيسية للعادات. عندما نكون قد قمنا بتطوير عادة، نميل إلى القيام بها تلقائيًا دون الحاجة للتفكير المُعمق.
  2. التكوين: تُشكل العادات من خلال التكرار. كلما قمنا بتكرار سلوك معين، يُصبح السلوك الذي يليه أكثر تلقائية.
  3. الثلاثية المُشغل – الروتين – المكافأة: وهي نظرية تقول إن كل عادة تتألف من ثلاث مكونات رئيسية:
    • المُشغِل: وهو الدافع أو الحافز الذي يدفع الفرد إلى القيام بالعادة.
    • الروتين: وهو النشاط أو السلوك الذي يتبع المُشغل.
    • المكافأة: وهي النتيجة أو الإحساس الذي يأتي بعد القيام بالروتين والذي يعزز الرغبة في تكرار العادة.
  4. القوة: العادات قوية وقد تكون صعبة التغيير. إلا أنه بالتدريب والإصرار يُمكن تغيير العادات السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية.
  5. التغيير: على الرغم من قوة العادات، فإنه يُمكن تغييرها أو تطوير عادات جديدة. ولكن هذا يتطلب وعيًا وجهدًا مُتعمدًا.
  6. الأسس العصبية: العادات لها أسس في الدماغ. عندما نتكرر في تنفيذ سلوك معين، تُشكل الدماغ مسارات عصبية جديدة تجعل هذا السلوك أكثر سهولة وتلقائية في المستقبل.

اختيار العادة المناسبة

صورة انوجرافيك عن عادات صحية يجب تجربتها بناء العادات


قبل البدء في بناء عادة جديدة، يجب علينا اختيار العادة التي نرغب في تطويرها بعناية. يفضل أن تكون العادة واضحة ومحددة. بدلاً من قول “أريد ممارسة الرياضة”، يمكن قول “أريد ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يوميًا”.ولكن، كيف يُمكنك اختيار العادة المناسبة؟ إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك:

  1. تحديد الأهداف الشخصية: قبل أن تبدأ في اختيار عادة، يجب أن تعرف ما ترغب في تحقيقه. هل تريد تحسين صحتك؟ أو رفع مستوى إنتاجيتك؟ أو تعزيز علاقاتك الاجتماعية؟ حدد أهدافك الشخصية.
  2. اختر عادة تُساهم في تحقيق هذه الأهداف: بناءً على الأهداف التي حددتها، قم بتحديد العادات التي قد تساعدك في تحقيقها.
  3. تحليل الحاجة الشخصية: تأكد من أن العادة التي اخترتها تُلبي حاجة مُعينة في حياتك. على سبيل المثال، إذا كنت تشعر بالتوتر، قد تُركز على تطوير عادة مثل التأمل.
  4. كُن واقعيًا: من الجيد أن تكون طموحًا، ولكن من المهم أيضًا اختيار عادات يُمكنك فعليًا الالتزام بها. ابدأ بشيء صغير وتدريجيًا قم بتكبير العادة.
  5. احذر من العادات السلبية: أثناء اختيار عادة، تأكد من أنها لن تؤدي إلى تطوير عادات سلبية أخرى.
  6. تحقق من التوافق: تأكد من أن العادة التي تختارها تتناسب مع جدولك اليومي، وقيمك، وأسلوب حياتك.
  7. استشر الآخرين: تحدث مع الأشخاص الذين يمكنهم تقديم نصائح أو مشاركة تجاربهم بشأن العادات التي ترغب في تطويرها.
  8. تقييم ومراجعة: بعد فترة من الوقت، قم بمراجعة العادة وتقييمها. هل هي فعالة؟ هل تحتاج إلى تعديلات؟

تحديد الدوافع


إذا كنت لا تعرف لماذا تريد تطوير عادة معينة، فقد يكون من الصعب عليك الالتزام بها. حدد الأسباب التي تدفعك لتطوير هذه العادة وكتابتها، لتكون مصدر تحفيز لك.

تحديد الدوافع يعتبر عاملًا مهمًا في تحقيق الأهداف وتطوير العادات. الدافع هو ما يحرك الشخص نحو العمل أو الإصرار على إتمام مهمة معينة. وعندما نتحدث عن تحديد الدوافع، نقصد التعرف على الأسباب التي تدفعنا للقيام بشيء معين. إليك بعض الخطوات لتحديد الدوافع:

  1. تحديد الهدف: قبل تحديد الدوافع، يجب معرفة ما الذي تريد تحقيقه. هل هو تطوير عادة جديدة؟ هل هو تحقيق أداء أفضل في العمل؟ أم هو تحسين العلاقات الشخصية؟
  2. التأمل والتفكير العميق: قم بأخذ وقت للتأمل والتفكير في الأسباب التي تدفعك لتحقيق هذا الهدف. ما الذي ترغب في الحصول عليه من هذا الهدف؟
  3. كتابة الدوافع: قم بكتابة الدوافع التي تعتقد أنها ستدفعك نحو تحقيق هدفك. الكتابة تساعد في توضيح الأمور وتجعلك تتذكر دوافعك بسهولة.
  4. تحليل التأثير الشخصي: تساؤل عن التأثير الذي سيحدثه تحقيق هذا الهدف في حياتك. كيف سيغير من واقعك؟ كيف سيجعل حياتك أفضل؟
  5. البحث عن مصادر التحفيز الخارجية: أحيانًا قد نحتاج إلى مصادر تحفيز خارجية، مثل التحدث مع أشخاص قاموا بتحقيق أهداف مشابهة أو مشاهدة فيديوهات تحفيزية.
  6. تقييم الدوافع: بعد فترة، قد تجد أن بعض الدوافع لم تعد قوية كما كانت في البداية. قم بتقييم دوافعك بين الحين والآخر وقم بتعديلها حسب الحاجة.
  7. التزام بالدوافع: عندما تشعر بالكسل أو الفتور نحو تحقيق هدفك، عد واقرأ الدوافع التي كتبتها. تذكير نفسك بدوافعك يمكن أن يعيد لك الحماس والرغبة في متابعة العمل.

جعل البداية سهلة


عندما نبدأ في تطوير عادة جديدة، قد نشعر بالإحباط إذا واجهنا صعوبات في البداية. لذلك، يفضل جعل البداية سهلة. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في قراءة كتاب، فابدأ بقراءة صفحة واحدة يوميًا.

6. الالتزام والصبر في بناء العادات


كما هو الحال مع أي شيء جديد، قد تواجه بعض العقبات أثناء تطوير عادة جديدة. في هذه الأوقات، يجب عليك أن تتذكر الأسباب التي دفعتك لتطوير هذه العادة وأن تظل ملتزمًا وصبورًا.

7. استعراض وتقييم
بعد مرور فترة من الزمن، استعرض التقدم الذي قمت به وقيم العادة. هل هي مفيدة كما كنت تتوقع؟ إذا كانت الإجابة نعم، فتابع، وإذا لم تكن، فراجع وجدد استراتيجيتك.

ختاماً، بناء العادات ليس بالأمر السهل، ولكن مع الالتزام والتحديد الواضح للأهداف، يمكننا تحقيق التغيير الإيجابي في حياتنا. ومن نهنا ندعوكم لزيارة صفحتنا عبر الفيسبوك لسهولة الوصول الى المحتوى